موت متكرر

سئمت الخوف من الموت، ومللت الكتابة عن الموت!
وأؤمن أنه يوما ما سيسأم الموت مني ويأخذني فقط لأن مراراته لا تستحمل المزيد من بكائي وركضي المتواصل في اتجاه معاكس
أما الخوف الذي يسكن عظامي ويقف بسببه شعر جسدي فقد أصبح يسافر عني
يريح أعصابي لأيام ثم فجأة يتذكرني ليتوقف عند أخمص قدمي ويبدأ باكتساح أعضائي في ليلة أكون قد قررت فيها أني سأنام لساعات طوال!
فيذهب قراري أدراج الرياح !
أستلقي على سريري وأبدأ في الغرق في لاوعيي
يغوص قفصي الصدري للأسفل
ويخف إيقاع تنفسي إلى أن يختفي تماما
فأعود لوعيي وأستيقظ من غفوة الثلاث دقائق فزعة لأني كنت سأموت قبل قليل!
يتكرر المشهد المبتذل هذا بتكراري لمحاولات نوم فاشلة!
أستسلم بعدها، فعيناي قد اتسعتا كبومة في مسلسل كرتوني يرعب الأطفال!
والأرق قد أجبر جفوني على السهر!
ثم أبدأ أنا في تخيل سيناريو احتضاري الذي يبدأ بتخشيبة تصيب رجولي،

وينتهي بتشجؤ تخرج معه روحي المحمولة بعناية فائقة في كف عزرائيل!
أتخيل كفني الأبيض الذي سيلتف حولي وسأبدو حينها كشعار ميشلان
ثم أتصور كيف سيكون العزاء:

كيف ستجلس النساء في صوالين الفيلا التي لا تستقبل أحد إلا في المناسبات،
وبكاء لينا ولطميات قريباتي وفرح بعض الحاقدين لموتي.. هل حقا هناك من سيفرح لموتي؟
لا أعتقد! ولكن هناك حتما فئة الأوغاد الممتنين لله وللحياة أنهم لم يموتوا قبلي!
كل الأفكار هذه والتخيلات كفيلة بضخ عشرات الليترات من الأدرينالين في جهازي الدموي
كفيلة بتنصيب الأرق سيد ليومي،
أتوسل لهاتفي بأن يشغلني عني، فلا أجد سوى مجموعة من الأصدقاء بهموم تفوق همومي فأعود
وأركن إلى وسادتي التي يتوسدها خوفي!
وأبقى عالقة في برزخ منسوج من الأرق

انتظر

وانتظر

فلا يأتي النوم ولا يأتي الموت!

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s