تصادف الناس في الحياة وتصادقهم،
تمر بهم وأحيانا كثيرة هم من يمرون بك،
ودائما –أعني دائما- ومهما كانت العلاقة التي تبنيها معهم قوية:
سواء بعدد السنين أو المواقف،
ترحل عنهم أو يرحلوا عنك.
الرحيل سنة الحياة على كوكب الأرض،
لذلك فإنك تحرص كل الحرص على انتقاء أصدقائك، أحبابك وزوجك،
وتصلي ألّا يجرحك أحدهم أو يطعنك،
أما أسوأ الأحوال حين يكون الانتهازي –أحد أنواع الشخصيات الطاغية في القرن الواحد وعشرين-
واقعا عليك معايشته!
حين تقع في حب الشخص الانتهازي،
تتجرد انت من منطقك
وتصبح مشاعرك وحدك هي المحرك الأول في علاقتك معه،
فيبدأ مسلسل استنزاف المشاعر!
الانتهازي شخص ينتظر لحظاتك الجميلة ليسلبها منك عنوة،
ففي القرب انت “تحصيل حاصل”
وفي البعد تكون “الغاية المنشودة” .. وهكذا.
هو المصيبة التي يجب عليك التعامل معها بحذر، فانت واقع في حب مصيبتك وتحسب في هذه النقطة من حياتك أنك لا تقوى على العيش من دونه!
الانتهازي يستغل طيبتك ويسيء استعمال قلبك
هو الشخص الذي يدرك جيدا أن رصيد تسامحك لا ينضب فيتمادى ويفجُر،
الانتهازي يتحيّن لحظات ضعفك ليصفعك بالبرود،
ينتظر منك دائما ولا يعطي،
الانتهازي أناني
واقعك الذي يتركك ثم يعود ليهجرك ثم يرجع فيدبر ثم يقبل،
يعلم أنه حين يذهب ستنتظر فيزيد الغياب،
وأنه حين يعود ستسعد فيطيل العذاب،
وهكذا لا يكل أو يمل من حركات الجزر والمد، غير مبالي بقلبك الذي تعب من لعبة شد الحبل!
والمحزن في الموضوع كله،
أنك تدرك جيدا أن الانتهازي آفة قلبك،
مع ذلك تتغاضى كثيرا لآنك “شهيد الحب”
والمثير للشفقة أن دور الضحية أصبح لا يليق بك،
تتألم ولا تستوعب عدد التقرحات الجلية داخل قلبك والتي أصبحت تظهر على وجهك
تستميت في حبه وكأن الله لم يخلق غيره، فتمر فرص السعادة من خلالك وانت غافل عنها،
لا ترى غير الحب الذي أكل نصف قلبك،
وتركك هائما
غير سعيدا في هذه الحياة
تقتات على هلوسات الحب،
وذكريات أو صور رسمتها لسعادة ظننت أنك ستعيشها