ديجافو

ديجافو 

لا أعلم مالذي يحصل داخلي!

هل انا متعلقة بالماضي الى هذا الحد؟

ام اني فقط اخاف ان تعيد الاحداث نفسها فأتوهمها؟

ام خوفي هذا يولدها 

فتتسارع وتطلع علي كالشمس تحرقني كل يوم؟

ام هي النظرية صحيحة و”كل الرجال زي بعض؟” .. تعبت

 

ديجافو

نفس الاعذار

نفس الغياب 

ونفس طعم الدموع المالحة التي تتساقط من عيوني!

ونفس البقعة المظلمة التي اتقوقع فيها كل ليلة!! تعبت

 

ديجافو

تمضي الايام

وتغيب مئات الشموس

وتشرق آلاف الأقمار 

ويبقى الشعور بالضياع يتكرر!

واظل اعيش التفاصيل المملة مرة اخرى! تعبت

 

ديجافو

حقيقة لا يعلم العلم سببها!

ومن الظلم ان يكون تفسيرها اننا نشاهد شريط حياتنا

من قبل ان نولد!

لأني ما كنت سأرغب بالحياة 

ان كان ما اعيشه الآن شاهدته من قبل! تعبت

 

ديجافو 

دائرة من الاحداث لا تنتهي 

وكيمياء دماغي تعبث بقلبي

وانا وسط الدوامة 

اللعينة التي تسمى ديجافو.. تعبت

بعد الفراق

أشتاق الى مكالماتنا اليومية

يا رجلا كان أقرب الي منهم

تبدأ بأهلا سيدتي 

فاوصف لك مدى اشتياقي لك، 

واحكي لك عن يومي 

واشكي لك همي،

ثم تطلق انت نكتة سخيفة

ونتمادى في الضحك،

وتسهب في الشكوى عند سؤالي عن احوالك

ثم فجأة ترسل لي قبلة تشعل النار في شعيراتي الدموية 

أتوتر أنا “احم” فتضحك انت وتفهم ان الناس حولي،

ونضحك..

اقول لك احبك

فترد “اعشقك” ثم اردد انا “اموت فيك”

وكأننا خلقنا لنحب بعض

وكأن روحي وجدت من اجلك

وكأنك في هذه الارض لاسعادي..

اشتاق الينا كثيرا 

يا رجلا هز كياني

وزلزل اركان حياتي

واغتال براءتي بعنف حبه

يا رجلا اهداني السعادة في كفه

وسرق الحب مني بكفه الأخرى

قصة

(في محطة الباص)

عجوزة تنتظر بصبر كبير الباص الذي يأتي بعد ١٦ دقيقة، وقت ان رأيته انا مشيت الى بيتي! ولكنها اللطيفة في زييها الأسود تبتسم لي كلما رفعت رأسي من دفتري وكأنها تعلم اني اكتب قصتها هي.. تدور برأسها الصغير مستكشفة الشارع الذي حفظته عن ظهر قلب فهي تسكنه لاكثر من ثلاثين عاما.. وتأخذ الباص الى اقرب بقالة كل يوم لذلك لا تمانع هذا الانتظار الطويل الذي لولا ان مخي ألح علي بالكتابة في تلك الساعة لما انتظرت هنا.. يأتي رجل ويسألها عن الوقت فتنظر الى ساعتها الذهبية التي اهداها اياها زوجها في عيد زواجهم الثاني، وتقول بصوت خافت “السادسة مساءا” يشكرها الرجل ويمشي.. تعلو على وجهها الحنون ملامح الألم وكأنها تذكرت شيء ما.. ولدها! تفكر مليا في حياة ابنها التي دمرتها تلك الملعونة زوجته!! تنبعث من عينيها شرارة غضب لا تليق بها ابدا.. تبحث بعصبية في حقيبتها عن هاتفها.. تجده! تبدأ قدمها بالاهتزاز في حالة توتر، تبحث عن رقم ولدها.. تبا! لم يكن بينهما اتصال منذ وقت طويل لذلك لا تجده في قائمة المكالمات الصادرة! تضغط ايقونة (جهات الاتصال) وتجده مسجل ٤ مرات! ايهم رقمه.. يغير ولدها رقمه كل عدة شهور لا تدري مالسبب ولا تريد ان تدري!! لقد دفعته للجنون تلك الشريرة ذات الشعر الأحمر.. تتصل!

(في شقة في الحي الصيني)

يرن الهاتف وسط ظلام الغرفة وكأنه شمس تشرق على الكون فجأة! تحترق عيناه لجزء من الثانية ويلعن من اتصلت في هذه الساعة! يقلب الهاتف على شاشته ثم يحاول ان يعود للنوم الذي لم يأت اصلا! يبدأ يتخيل سيناريو ما.. مالذي حصل لها حتى تتصل في هذا الصباح؟ اهو مزيد من العتاب واللوم الذي ينتهي غالبا بالصراخ واقفال الخط في وجهها بينما تترجاه باكية ان لا يقفل ويسمعها؟ يتذكر هذه الدراما التي حصلت مرارا الآن فتزداد عصبيته ويرمي هاتفه بعيدا.. يخبط رأسه في المخدة متمنيا لو كانت طوبة لتنكسر جمجمته ويرتاح.. ينفث نفسا حادا كثور هائج.. فقد مل النساء في حياته.. أمه شريرة وهذه ايضا شريرة.. والنساء سبب تعاسة العالم.. هذا آخر ما فكر فيه قبل ان ينام..

أصدقاء

أحمل أسراري السوداء
ثم في البحر أرميها!
ولأنه لا يهدأ
ولأنه غدّار
أخافه يلفظ مكنوناتي مع أول موجة تصدم
صخور الشاطئ!
**
بندم شديد يثقل على قلبي
أمشي مبتعدة عن البحر!
أقسم أني لن أبوح له بشيء
فتغيب الشمس
وتنزل على مياه البحر أشعتها
تحرق ماءه
وتشعل فيه
وفي أسراري النار
وتحرقها!
ثم تنام.

ونبقى أنا وهي أصدقاء

لا أنتمي

أقف هنا حائرة

ضائعة 

عاجز

لا أعلم كيف أجد دماغي

فكلهم مجتمعين حولي.. كنسور جارحة تحوم حول جيفة متعفنة

تفوح منها رائحة الموت

جميعهم حولي ينادوا باسمي

ينادوني 

أتحالف معهم

أنضم إليهم 

وأكون نسخة كربونية عنهم

يحاول كل واحد منهم أن يجرني إليه

هذا يملك صك الغفران

وهذا يدعي انه وجد مفتاح الجنة

وهذه تدواي القلب المجروحة 

وهم هناك يعرفون طريق الخلاص

منظرهم يستجدون ولائي كمندوب عطور في سوق كبير في مدينة جدة.

ممل

وكلماته سخيفة جدا ومكررة

أعرف انهم يحاولون غسل دماغي

دماغي الذي انا بنفسي لا أعلم اين هو

أقف في المنتصف 

في حالة ذهول وهول

فأعدادهم تفوقني وحدي

وهرطقاتهم لا حدود لها!

أبتعد عنهم

وأصبح وحيدة هناك

لا أنتمي

ألقاك

أقلب صفحات التقويم

كل يوم، فأنا قررت

أن يكون العيد

هو يوم ألقاك.

 

يهدني الشوق وانت

تهديني القبلات في رسائل الصباح

فأحلم بيوم فيه ألقاك.

 

يحرسك القمر وانت نائم

ثم يطل علي في النصف الآخر من العالم

ليخبرني

كم سأكون سعيدة حين ألقاك..

 

أيام بعدي عنك 

بطول الأميال التي تفصلنا

وبطولها اقسمت

أن أقبلك عندما ألقاك..

 

سيد قلبي وأميره

تضيع كلماتي، وحبنا لا يكفي حروفي

أكتب بغصة الحنين إليك 

في ورقة صغيرة

وأنتظر الساعة التي فيها ألقاك.

هي (في دماغي) انا

في دماغي صورة لانسانة سعيدة جدا تاكل الدونات الذي تحبه جدا (في دماغي) وتشرب القهوة الامريكية السوداء التي تعشق رائحتها (في دماغي) .. كل هذا وهي تجلس في رصيف ما في احد شوارع باريس (في دماغي) .. لا شيء يعكر صفو جوها الا وقع اقدام المارة وصوت صفير ذلك الفرنسي الوسيم الذي يعاكسها! .. فتاة لم تقع في  الحب ولا تعرفه.. ولا تعرف كيف يسعدها رجل والاهم لم تجرب كيف يبكيها رجل! .. كل همومها تنصب في دائرة واحدة هي اين تسافر المرة المقبلة (في دماغي) .. تمر ساعات النهار وهي على هذا الحال الى ان تصرخ معدتها -التي على وشك الاصابة بقرحة من كثر شرب القهوة- تطلبها طعام حقيقي.. فتذهب الى ذلك المطعم الفرنسي الفاخر الواقع في آخر الشارع (في دماغي) .. تطلب ساندويتش جبنة فهي لا تاكل اللحوم لانها وفية لفصيلة البقر.. تاكلها بنهم مع كوب القهوة وكل مرة تشربها تشعر بالغثيان فقد اصبحت باردة كدواء السعال التي كانت تجبر عليه وهي صغيرة (في دماغي) .. ترفع راسها فتشاهد الفرنسي يقترب.. تبتعد عن المكان من دون ان تدفع فيلحق بها صاحب المطعم وهو يصرخ ويلحق بها الفرنسي مبتسما.. الشوارع تضيق ولوحات الاعلانات تتحرك الآن.. لا مفر فقد انتهت شوارع باريس (في دماغي) واللعينين لا يزالا يركضان خلفها.. خائفة تتجه نحو ركن صغير في زقاق شارعه من الطوب الاحمر الذي يتكسر تحت قدميها … تتنهد يصوت مرتفع .. يبدو انها نجحت في تضليلهم.. تقف قليلا فترى صاحب المطعم.. تبتسم له بخجل وتعطيه نقوده وتعتذر “آسفة ولكني لا اريد الوقوع في الحب” .. يضحك بصوت مرتفع ويبتعد عنها الى مطعمه (في دماغي) .. تعود الى قطعة الدونات التي اخرجتها من جيبها وتعود لهمومها  ـ الصغيرة.. فغدا يوم آخر من الهروب (في دماغي)..