طواف الحياة

لا يوجد طريقة سحرية لتنسى من هجرك، ولا يوجد طريقة مختصرة لتتخطى حبّا لم يُكتب لك. ستعيش وتمضي في أيامك وحيدا بائسا لا تعرف للنوم طعم. ستحاول بكل ما أوتيت من فشل أن تضحك ولن تفلح. ستبكي بكل يأس العالم الساكن فيك. ستنزف من خناجر الذكريات وتموت من انتظار المكالمات. ستكره من هجرك طوال الصباح لتعود وتقع في حبه حين يغشاك الليل. ستدمن المسلسلات لتبنّج شعورك بالألم، أو ستدمن (بنادول نايت) لتغرق في النوم لحظيا من دون المرور بنفق أفكارك اليائسة. ستمر بمراحل من الشعور المتذبذبة بين الاشتياق والكره واللوعة والحب والحقد والألم. وأحيانا ستعاود الاتصال بهم وستعلن نفسك عند أول رنة تسمعها، وتتفاقم اللعنات حين يتجاهل الطرف الآخر الرد عليك. صدقني لا يوجد طريقة سحرية لتنسى من هجرك، ولا يوجد طريقة مختصرة لتتخطى حبّا لم يُكتب لك. يجب أن تمر بهذه الرحلة المزعجة، تلك الرحلة التي سيُعصر فيها قلبك ليصبح يابسا مجعدا رمادي اللون، وينسحق فيها دماغك ليجف ويجمد.
أقول لك هذا الكلام لأنك تظن أنك الوحيد من يعاني ويتألم، ولكننا جميعا ارتحلنا عبر ما تمر به الآن. بعضنا قطع رحلته في أسبوع، ومنا من قطعها في شهور وآخرين أخذوا سنينا من أعمارهم ليتجاوزوا هذه الرحلة ويجتازوا الفراق.
ولكن
ثق في كلامي حين أقول لك، ستجتاز هذه المرحلة بكل ما فيها أوجاع وأوساخ، لتصل إلى بر الأمان وتشفى من جور الحياة، ولا يلبث عودك الطري في الاشتداد إلا وقد وقعت مرة أخرى في الحب.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s