(ربما)
تعتقد -مخطئا- لوقتٍ طويل أنك بأفضل حال، وأن قلبك قد تخلص تماما من شوائب الحب وعذابات الفراق وكل المشاعر التي كانت تؤذيك يوما ما، فتمضي في حياتك مؤمنا أنك قوي، متيقنا أن ما من قوةٍ تقهرك. تنخرط في مسالك الحياة طالبا العلم أو العمل، وتصنع صداقات الخفيفة والسطحية مع هذا وتلك. ثم فجأة –وبدون سابق إنذار- بينما تشرب كوب قهوتك في الصباح، أو ممدا على سريرك تنتظر النوم، أو في مطعم وسط ثلة من أصدقائك، تتكسر عند شواطئك أمواج الضعف، واحدة تلو الأخرى، تغمر قلبك لتوهنه وتثقله بإحساس الغريق العاجز عن النجاة، ولأنك مارستَ القوة لفترات طويلة تعجز عيناك عن البكاء، وتظل تعصر مقلتيك أملا في التنفيس عن غرقك… لا جدوى
(اشتياق)
يغزوكَ الاشتياق .. كتائب كتائب.. فتظل مسمّرا في مكانك لا تدري ما انت فاعلٌ بهذا الشعور! تشتاق إليه، تشتاق إلى تلك المشاعر التي أثارها في قلبك، وإلى السعادة التي كانت تملأ قلبك كلما رن هاتفك بنغمته الخاصة، وإلى الفراشات تطير في معدتك كلما أرسل صورة أو أسمعك إهداء من جهاز الراديو.. تشتاق إلى لحظات القلق، الغضب، الحب والجنون والغزل. وتظل ثابتا في مكانك كالخشبة لا تعلم مالذي تفعله حيال هذا الشعور البغيض، والذي عوّدت نفسك لأشهر طويلة على عدم الإحساس به. ثم تتساءل في لحظة تعقل وبصيرة ما إذا كنت حقا تشتاق إليه، أو أن وحدتك التي تصارعها كل يوم قد غلبتك هذه المرة؟ واليوم تقرر أن تستسلم لهذا الشعور …
(درس)
ولأنك مارستَ القوة لفترات طويلة في حياتك، تعجز عن الاستمرار في شعور الاشتياق والأسف على نفسك الوحيدة، لتقرر أنك سترى النصف الممتلئ من الكأس وتتذكر كل ما تعلمته من ذلك الشخص القابع في عداد الذكريات، وتدرك أن جميع الأشياء التي تعرفها عن نفسك كانت من نتائج تجربتك، وأن أهم ما تعلمته هو ألا تجعل من العطاء عادة لأنها تضعفك وتجعل منك شخصا يسهل على الآخرين استغلاله. تعلمت أيضا أنه إن كان يحبك حقا، فإنه لم يكن ليسمح لنفسه أن يضعها في موقف خسارتك.. وأن عزة نفسك لا تكتسب إلا بعد أن تعز نفسك أولا..
(استنتاج)
والآن وبعد هذه التجليّات تشعر بالخفة.
وكأن ما كان يثقلك قد انتقل منك إلى الفضاء الواسع في موجات تتبدد سريعا. ما عدتَ تشعر بالاشتياق والوحدة، وقد تخلصت أيضا من عقدة الشعور بالذنب لرحيل من كان قرارهم الرحيل. تشعر أنك الآن أقوى وانت تتحكم في عزائم أمور قلبك.
ولكن احذر يا صديقي، إياك أن تعتقد -مخطئا- لوقتٍ طويل أنك بأفضل حال، وأن قلبك قد تخلص تماما من شوائب الحب وعذابات الفراق وكل المشاعر التي كانت تؤذيك يوما ما، فتمضي في حياتك مؤمنا أنك قوي، متيقنا أن ما من قوةٍ تقهرك..
Hard to accept but this is the truth
كيفك دينا
ابغا أعرف الناس اللي بتسئلك هل لازم تعرضي سؤالهم واجاباتهم قدام الكل ؟ ولا في طريقة تواصل يكون فيها شوية خصوصية
مافي اي طريقة للتواصل غير تويتر
جميل جدا ومؤثر جدا كالعادة، ذكرتني بتدوينة كنت كتبتها من مدة وسميتها “ثقب أسود في الذاكرة”طبعا مع اختلاف طريقة التعبير.