رقصة التانقو

قيل “تحتاج شخصين لأداء رقصة التانقو” هكذا الحب؛ يتطلب نجاح/ فشل العلاقات لشخصين. لا يمكنك الخوض في تجربة الحب والتورط في علاقة جادة بقوانينك انت فقط، وفي  نفس الوقت، ليس من المعقول أن تتنازل عن كل مبادئك أو مجموعة قوانينك التي تود أن تعيش بها، والتي تحفظ لك مساحتك وحريتك. لا أدعي كمال علاقاتي، فتجربتي عبارة عن خيانات متكررة ومسلسل مكسيكي طويل من الابتزاز العاطفي والدراما والدموع، ولكني مثلكم جميعا، أتقن فن إعطاء النصائح وعدم تطبيقها:

بعد ثمانية وعشرون سنة أيقنت أن لا مكان للتضحية في قاموس العلاقات، وأن استخدامك لكلمة (تضحية) يسمح لعقلك الباطن بالخضوع. أن تضحي يعني أنك تسلم الطرف الآخر دفة العلاقة والمركب وحتى البحر، يتحكم في علاقتكم، وعلاقاتك وحتى أدق تفاصيل حياتك، لذلك أولا وأخيرا، تحتاج القليل من الأنانية والكثير من حب الذات لتمسح كلمة تضحية من قاموسك.

يجب على الفرد الراغب في علاقة حب صحية، أن يصنع قائمة من الأولويات مرتبة على حسب الأهمية، مبادئ وقوانين يستحيل عليه التنازل عنها (تختلف هذه القائمة من شخص لآخر فالعلاقات شخصية والسعادات نسبيه: ما يجعل فرد سعيد ليس بالضرورة هو ما يجعل جميع الأفراد سعداء) ثم يبدأ بالمساومة على القوانين الأقل أهمية، ويتنازل عن تلك التي لا تشكل أهمية رئيسية في حياته.

يبدو كلاما بديهيا صح؟

خطأ، بينما يبدو هذا الكلام الأشبه بمحاضرة مملة تلقى في دورات (رخصة القيادة الزوجية) إلا أن تطبيقه صعب حين تجد نفسك وسط خلاط من المشاعر والمشاكل مع الكثير من الحب. يصعب تطبيق هذه المعادلة المكررة حين تقع في حب الشخص الذي يبدو أنه يسلب منك حريتك، ذلك الذي يجد فيك سعادته وتجد فيه الأمن، يصعب جدا التعامل مع الشخص الذي يطلب منك التضحية من أجله وانت انت قد استنتجت كل ما سبق قوله بنفسك وقد بنيت لحياتك خطة فعّالة تمشي عليها حياتك، وسوَّرت قلبك بقلاع حصينة، يصعب عليك أداء رقصة التانقو بشكل صحيح حين تحب من يستحق التضحية ولكنك عاجز عن التنازل ولو بجزء بسيط من حياتك، يشق عليك فهم الحياة وكيف لها أن تكون قاسية لتجعلك تقسو على الوحيد الذي “طبطب” على قلبك.

هنا يصبح كل ما قيل سابقا هراء، وتبدأ رحلة مشوشة في طريق وعرة يتلقفك كل مبدأ وتصفعك في وجهك كل قوانينك، وتجد حياتك تضحك على نفاقك، تبدأ بالتنازل عن مبادئك وعقلك يصرخ، تمر الأيام ولا ينفك عن الصريخ، ثم تستعيد رباطة جأشك محاولا الحفاظ على هدوءك، وتبدأ في إعادة حساباتك .. ولكن بعد أن فات الأوان

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s