كم هو محبطٌ هذا اليوم الذي بدأ بالانتظار! منذ لحظة استيقاظك مرورا بانشغالاتك إلى نهاية اليوم وانت في حالة انتظار! تترقب الليل متى يغشى النهار ويحين موعد نومك لتقذف أشياءك المبعثرة من على السرير وترفس كأس الماء العطِش من حافة السرير وتهوي بجسدك المستَهلَك على الملاءات لتبكي كل ما أبقيته داخلك خلال العشر ساعات الماضية؛ لا تمضي حياتك على النحو الصحيح الذي كنتَ تأمله ولا على الاتجاه الخاطئ الذي يمكنك التعلم منه. متعبٌ انت من كل شيء، ومتعب من لا شيء. نعم.. هكذا هي حياتك! تمشي على وتيرةٍ واحدة ولا شيء (تحتها خطين) يحدث فيها. لقد انتظرتَ هذه اللحظة من يومك لتسقط فيها من كل شيء متمنيا لو أنك تسقط داخل أحدهم، فالوحدة أتعبتك لا لشيء ولكنك تتوق للشعور بأن هناك من يسمعك ويكذب عليك بعبارة “سيكون كل شيء على ما يرام”. سئمت الطبطبة على نفسك ومتعبٌ من إصلاح الآخرين ولا رغبة لديك في أن تصلح روحك….. ولكن سيتحتم عليك الآن وسط ظلام غرفتك أن تسقط وحيدا وأن تجمع أجزاءك المبعثرة بنفسك وأن تطبطب عليكَ يدك وتقول “ربما غدا سيكون أفضل”