بين أغطية سريرك البيضاء وبعد عدة محاولات تعيسة لاستحلاب النوم من مقلتيك، يتسلل نحو السقف الكم الهائل من الخيبات والذكريات التي عملت جاهدا طوال اليوم على تناسيها. يتحول سقف غرفة نومك إلى شاشة سينمائية تعرض بوضوح عالي كل تفصيلة صغيرة في حياتك؛ كل كلمة قلتها وسمعتها. تسترجع أصغر شعور شعرت به، وجميع الآلام التي مرّت من خلال قلبك. تتذكر طعم الملح السائل من عينيك على فمك، ورائحة ذلك اليوم البرتقالي الكئيب. تشاهد كل هذه السكاكين تتطاير من كل زوايا السقف وزخرفاته نحو قلبك لتصاب بأرقٍ فوق أرقك، واكتئابٍ يفوق في حدته ذلك الذي حدك على الاستلقاء على سريرك منذ نصف ساعة، ولا حيلة لك حول حياتك التي تتداعى بشكل مضحك إلا أن تلعن الظلام والليل وتظل تلعنهم حتى تشرق الشمس لتتظاهر في اليوم التالي أن كل شيء على ما يرام