لم تكن الحياة بالنسبة لك قطعة من كعكة الفانيليا التي تحبها،
كم تمنيت لو كانت.
لطالما تعبت من أجل الحصول على ما تريد،
ولطالما سلب منك الزمن أحلامك بمجرد تحقيقها،
لم تشتك ولم تبكي
لأنه لم يكن لديك أي مانع في المعاناة،
فقد خلقت مقصوص الأجنحة، مكسور المجاديف،
تتخبط وانت تحاول التخفيف على نفسك ب “لا يكلف الله نفسا إلا وسعها”
وتطبطب على قلبك ب “ولقد خلقنا الإنسان في كبد”
مؤمن أنك مخلوق للشقاء وأن المكابدة هي قدرك في هذه الدنيا،
كل من حولك مصاب بالذهول من تماسكك:
كم انت ضئيل الحجم مقارنة بما تمر به من هموم.
تتوالى الضربات على ظهرك لتقسم عامودك الفقري نصفين وتسرع انت برميهم في سلة النفايات مع قلبك وذكرياتك ومجموعة من الأقلام والأوراق التي استخدمتها لكتابة ما يجول بخاطرك، وكلما نمى لك عامود فقري جديد واشتد، تأتيك الحياة بطعنة أخرى ومن نوع لم تكن مستعدا له أبدا!
هكذا انت صديقي، هكذا كنت وعلى هذا الحال ستبقى!
ممتلئا بالألم، مغموسا في الهموم!
وهل تحن الحياة عليك في المقابل؟ أو هل يشعر بك من هم حولك من الأصدقاء الذين راهنت عليهم؟
ها ها ها .. انس يا صديقي!
فأنت من عوَدت نفسك على الجلد والتظاهر بالقوة إلى أن اعتاد من حولك على صلابتك القشرية،
يحسبون أنك في مأمن ووقاية من رصاصات المواقف البشعة،
ويعتقدون أنك هرقل زمانك لا حاجة لك بالانكسار في حضن أي منهم،
لا تعرف معنى الضعف ولا طعم الدموع،
هكذا يتصورك أصحابك
وانت، انت
كل البعد عن قشرتك التي تقوقعت داخلها!
داخل قوقعتك فقط تثور وتبكي وتنهار،
تتقرَح جراحك آملا أن يشعر بك أقرب الناس إليك
ولكن هيهات!
إن لم يكن ذلك القريب هو المتسبب بأحد هذه التقرحات
فإنه مشغول عنك تماما ومشغول عن هراء قلبك،
لذلك انت وحيد يا صديقي
وحيد جدا
وفقدت القدرة على الكلام بسبب وحدتك هذه!
أما مثاليتك في التعامل مع ألمك ومع من حولك هي مقرفة ..
جدا مقرفة
استفراغ 
عظييم يا دينا ، أبدعتي في الوصف 💜
فعلا .. مقرفة إلى حد المرض ..
كلامك بيصفني في كل حرف ..
..اشكر وجودك هنا , بتعبري عن كل دواخلي اللي ما اقدر اعبر عنها ..