سبعة وعشرون عام

منذ فترة وأنا أعاني من تصحر في الأفكار وتجمد الإلهام. لا أعلم حقا مالسبب! ألوم بعض المرات حالة السعادة التي عشتها آخر سنتين برغم من التغييرات الجذرية التي حصلت، وتارة أخرى ألوم إدماني شاشة هاتفي المحمول، وأحيانا أخر ألوم مشاعري التي أسكتها ووضعتها في حالة “توقف إلى أجل مسمى” منذ أن انتبهت إلى تزايد عدد الفراشات في معدتي. وقعت في المصيبة وما أدراكم مالمصيبة! لا داعي لنشر غسيلي هنا فمدونتي تطفح بتفاصيل حياتي .. لذلك “خلي الطابق مستور” .. ما حرك ركن الإلهام في دماغي هو اليوم.. أو ما حصل قبل يومين! أو ربما طفح الكيل وازداد الطين بلة ولم يستطع قلبي المسكين إلا أن يفرغ ويستفرغ ما بداخله من فراشات وسكاكين وبلالين وأزهار.. آسفة على الغموض.. وأرجو أن لا تكون صديقي القارئ قد مللت من سلسلة الألغاز هذه التي أستخدمها هذه المرة وسيلة للفضفضة!

اعتراف: فضفضتي تأخذ ضمير المخاطب ليسهل على قلبي الحديث عنه

هل تساءلت يوما ماهو الحل لقلبك المصاب بالتخمة؟ جربت الكتابة ولا زلت تجرب آملا أن تكون هذه الوسيلة هي العلاج؟ وكلما كتبت الخواطر والقصائد وبعض السطور هنا وهناك يزداد قلبك في التضخم ولا يبدو للنور أي أثر في نفق حياتك المظلم!! هل تساءلت عن سبب بكاءك المفاجئ في أيام لم يحصل فيها أي حدث حقيقي يعكر مزاجك؟ ماذا عن فرصة تحليلك للأمور من منظار خارجي؟ ماذا عن مصارحتك ما يدور في دماغك لأعز أصدقاءك؟ فعلت كل هذا ولا يزال قلبك في الانتفاخ وعلى شفا حفرة من الانفجار! ثم وفي زحمة هذه التساؤلات ووسط كل هذه الدوامات الخيالية والواقعية، وعند لحظة استسلامك للبؤس واليأس وكل الحالات السلبية، يبزغ الجواب، وتشرق الحقيقة كترس الشمس بأسنانها البراقة: عليك الافصاح عن مكنونات قلبك وخلجات قفصك الصدري لهم! عليك اطلاق فراشات معدتك لتطير في وجوههم

اعتراف آخر: أكتب بصيغة “ضمير الغائبين” وأنا أعني شخص بعينه ليسهل على قلبي الفضفضة عنه

بعد أن تدرك الحقيقة السابقة، يهوي على رأسك الفأس لتتمنى لو أنك تعيش الضياع! تعيش أيامك والسكاكين تتطاير على قلبك من كل حدب وصوب، تمضي فيه هذه الحياة وتتلقفك فكرة رومنسية وهاجس الواقع المرير، يأخذك الشوق وتعود بك خيبة الأمل. تعوف النوم، تدمن الوحدة، وفي كل مرة تصادف رسائلهم ينطق قلبك في سره بكل المشاعر والأحاسيس والكلمات التي تضخم بسببها! هكذا تعيش حياتك مدركا أن الكتابة عنهم لا تجدي والكلام عن مشاعرك لغيرهم لا يسمن ولا يغني من جوع، والحل … الحل سهل ممتنع، الحل ضرب من ضروب انتحار الكاميكازي، فتقرر أن تنسى لأن أطراف المعادلة غير موزونة، ومسألة حياتك هي ١+١ = ١.. ثم في خضم محاولات نسيانك، تظل هكذا تدور دوران غير مجدي في دائرة مفرغة.. مكتوب عليك الشقاء، وملعون بالكتمان ولسان حالك يقول “خليها في القلب تجرح ولا تطلع لبرا وتفضح” ..

كل عام وانا بخير

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s