عاطفية جدا.. جدا.. جدا.. أفكر بقلبي ضاربة صوت العقل في رأسي عرض الحائط.. حائط مكتوب عليه “طز” بالخط العريض! احببت في مجتمع يجرم الحب. الحب في بيئتي عبارة عن التعريف البسيط للحرام، فحرام أن تحب وحرام أن ترسم قلب وحرام ان تتطور مشاعرك لشخص ما.. فالحب يعني الخطيئة والخطيئة تعني العار والعار يعني الموت!! جفاف وتصحر عاطفي يعاني منه مجتمعي المتأفلط.. وربما اكبر تحدي يواجهه اي كائن حي يحب في مجتمعي هو نفسه التي لم تعتاد على الحب!! عموما.. وقعت في الحب مرتين! وقعت بقوة.. وكأن الجاذبية الأرضية تجمعت تحت قدمي وسحبتني إلى نواة الارض لأحترق!!!ولم أستطع انقاذ نفسي ابدا!!

علاقتي الأولى باختصار لا تنسى!! ليس لأنه الحبيب الأولي ولكني أصبت بغباء عاطفي يتمثل في سنين من استنزاف كل العواطف والأفكار والحالات المزاجية.. خرجت منه وانا موقنة أن ما اصابني ليس حبا ولكن حالة من جنون البقر، وباء معدي او فيروس بلهاريسيا قاتل.. فما كنت فيه من عدم نضج وعدم فهم لمعنى العلاقة الصحية لا يصدق.. ولكن عزائي الوحيد هو أني كنت صغيرة كطالبة في أولى ابتدائي..

وتعلمت وأصبحت امرأة قوية اعرف تماما ما اريد ومن أحب، وأدركت أن الحب عبارة عن استثمار للعواطف في شخص آخر وليس استهلاكها فيه.

وقعت الوقعة الثانية، وقعة اشبه بضربة قاضية من ملاكم غبي لا يعرف كيف ولا متى يضرب!! احببت الشخص الصح في الزمان الخطا والمكان الخطا والظروف الخطا!! أحببته واعترفت له بمشاعري، وشعرت أني كبرت عن تلك البريئة الصغيرة الخجولة التي تكتم ما في قلبها!! أخبرته وقررنا أن تخوض التجربة بالرغم من ان الدنيا بمن عليها وحظوظنا ضدنا. حلم تحول الى واقع وواقع تبخر في عالم الاحلام! كنت أسعد أنسانة وكان هو اسعد الرجال ولا اعرف كيف سمحنا لظروفنا ان تغلبنا وتفرقنا وتعيدنا الى بعضنا ثم تفرقنا!! لنتحول الى شخصيات في مسلسل خليجي ممل ببكاء وصياح وقلوب مكسورة كثيرة!

انتهيت من علاقتين لا أحب ابدا أن أوصفها بالفاشلة فمنهما اصبحت أنا القوية، وأدركت أن سعادتي تكمن في وليس في شخص آخر، وأخيرا أدركت انني احتجت لتجربتي الأولى لأتعلم أن الحب لا يعني دائما علاقة صحية واحتجت لتجربتي الثانية لأتعلم أن العلاقة الصحية أهم من الحب.