لأنك الوحيد من يشعر بك

معلومة ضرورية تكشف مدى بؤسك: يُقدّر قُطْر الكون الذي يمكن ادراكه حوالي ٢٨ مليون فرسخ نجمي، يضم هذا القُطر الشاسع ملايين المجرات بنجومها وكواكبها، بشموسها وأقمارها واجرامها، وثقوب سوداء صغيرة تحمل اسرار مخفية، ومخلوقاتها البشرية والفضائية التي تتناغم مع بعضها وتتصادم تارات أخرى.

ويضمك انت! وحيدا بائسا غير قادر على مصادقة نفسك التي ملتك

الوحدة هي أن تصادق كل من تصادفه في حياتك ثم تبقى عاجزا عن التعبير لهم عن مكنونات ذاتك، غير قادر على التنفيس عن حبك وكرهك وألمك وضيقك وفرحك… ببساطة تعيش في سجن مشاعرك لا تشاركها أحد.. بالرغم انهم جميعا اصدقاءك!! تحبهم جميعا، وتعطي كتفك اليمنى لصديقك فيلقي عليها همومه وتتبرع بكتفك اليسرى لغريب صادفته لأول مرة! تهب مشاعرك دفعة واحدة لطفل صغير ليضحك معك، وتكتب رسالة لذلك الذي تحب وجوده في حياتك.. ولكنك في نهاية اليوم، تنام وحيدا.. وحيدا جدا… الوحدة هي عدم قدرتك على تكوين الاتصال الروحي مع من حولك. ذلك الاتصال الذي يقرب روحك لأرواحهم، ويجعل منك جزءا لا يتجزأ منهم.. الاتصال الذي يُشعرك بآدميتك انت عاجز عن خلقه مع من هم اقرب الناس لك!

العلاقات السطحية: أسلوب حياتك المريح، بعد ادراكك أنك وحيد بائس غير قادر على مصادقة نفسك التي ملتك

تنغمس في علاقات سطحية وصداقات عابرة لتتسع دائرتك التي تشمل كل من هب ودب.. تقوى علاقاتك مع بعض الأشخاص -ليس للحد الذي تتمناه- وتُقصي بعض المزعجين من البشر، التافهيين حسب منظورك الإنساني الوحيد. لا تزال انت، انت! نفس الكائن الذي يعطي ولا يأخذ، يسمع ولا يتكلم، الموجود دائما في حياتهم والغائب عن حياة نفسه!! ثم تكتشف بعد سنتين او ثلاثة ان اسلوب حياتك هذا أضاف فشلا ذريعا آخر في قائمة الفشل الاجتماعي على باب ثلاجتك الألمانية! فالصداقات المتينة والوقوع في حب الشخص الصحيح مفاهيم غائبة عن قاموس قلبك!

إدراك متأخر: لم تُخلق لتكون سعيدا! انت عظيم ولكنك وحيد بائس غير قادر على مصادقة نفسك التي ملتك

تصبح اكثر رضى بالواقع وبحالك الذي لم يعد يزعجك كما في السابق.. وتعتاد دور الشخص الشفاف في مسرحية الكون الهزلية! تعتاده جدا لدرجة انك ترتاح في لعبه.. تلعبه جيدا وتصدقه وتبدأ تنسى أنك كنت في يوم ما تتوق أن تتناغم مع البشر والارواح والمذنبات والمجرات في هذا الكون!

حدث درامي في مسرحية الكون الهزلية: تقرر الحياة أن تعطف عليك بروح شفافة مثل روحك، تقرر الحياة أنه أخيرا حان لأحدهم أن يلاحظك ويبادلك الاتصال الروحي الذي كنت تنشده طوال حياتك.. وبما أنك مشبع بالوحدة وقد تقمصت دور الشفاف ببراعة، تقابل شفافية الآخرين بالشك.. تطول شكوكك ويمل هو من انتظارك ثم يبدأ بممارسة الغياب منك.. ويذهب وتذهب معه آخر فرصة لسعادتك وتبقى وحيدا بائسا غير قادر على مصادقة نفسك التي ملتك

4 thoughts on “لأنك الوحيد من يشعر بك

  1. دُنيا ..

    لاأعرف كيف قادتني الصدفه إلى هُنا..
    وفي الوقت المناسب
    ..
    أعيش دي اللحظات الآن في الغربه
    بأحس بكل كلمه

    المهم
    شُكراً لصدفه ولكِ

  2. السلام عليكم أستاذة دنيا هل بالإمكان الحصول على بريدك لسؤالك بعض من الأسئلة عن الكتابة والنشر؟ حيث أحالني عليك صديق مشترك. وبالمناسبة جميل صدقك وأصالتك.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s