البوصلة والقمر

تصادف أشخاص في حياتك يمرون مرور الكرام

وأعزهم عندك يمر على أيامك ثم يترك فيها من حلاوته

ومرارته وبعضا من ذكرياته التي تشيخ مع تقدمك في العمر

ثم تصادف ذلك الشخص الذي يعطيك بوصلة جديدة لعقلك

ويجعلك ترى الوجود بمنظارين .. منظارك ومنظاره

فتقيم الأمور بمعايير مختلفة

وتتعرف على أحاسيس جديدة لم تحسب أنها خلقت!

تتجدد ألوان أيامك فترى الفوق بنفسجية

وتشعر بالتحت الحمراء.. فأنت الآن مبصر.. مبصر جدا

وكل حواسك تشتعل فيك تجعلك منتشيا منتبه لكل التفاصيل

تختلف عليك الروائح ويتغير ملمس الأسطح ليصبح كل شيء حولك بنعومة المارشميلو

وحتى الذكريات التي ظننت أنك تملك زمامها، انفلتت من قبضة يديك والآن تدور في دوامات بعيدا عنك!

في خضم كل هذه المعمعة الخيالية

وفي وسط هذه السعادات التي تبدو أنها لن تنتهي

يتورم القمر في احدى المساءات

يحدق فيك مرسلا أشعته الفضية ساخرا منك

تتسمر عيناك نحوه وتسمع كلماته الصامتة ترن في اذنيك

فقد كنت تقنع نفسك طوال هذه الفترة ووسط هذا الحلم

أن قلبك بخير وأن مغناطيس بوصلة دماغك هو الذي تغير فقط

وأن تفكيرك هو الذي تغير

وأنه هو .. صديقك الذي أهداك هذه البوصلة.. مجرد صديق انت ممتن لبوصلته لا أكثر!

ولكنك موهوم

والبدر المتصدر قماشة الليل ينظر الى وجهك الشاحب بلونه يخبرك انك موهوم.. وستدرك بعد ايام ليست كثيرة أن قلبك متورط حد الغرق، وأنه لن يخرج من المياة إلا بعد أن تضيع منه بوصلتك التي ضاع معها دماغك

3 thoughts on “البوصلة والقمر

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s