*لماذا لم يطرقوا باب الخزان؟

لأنهم كانوا {ولا يزالوا} مفعمين بالأمل الكاذب

الذي يعدهم بالحياة الكريمة بعيدا عن أرضهم

لأنهم ممتلئين بالحياة

تعبوا من الموت

الموت الذي كُتب عليهم منذ الأزل

الموت الذي ينتظرهم

الغاية المحتمة عليهم

والنهاية الوحيدة المعروفة في شرعهم

أرهقهم الذل

واستنزف دماءهم الخذلان

فقد خذلوا مرات كثيرة على يدك يا سيدي

تركتهم في الخزان كما تركهم قبلك أشباه الرجال في مقلاة كبيرة

يحترقون

ويموتون مرة بعد مرة!

لماذا لم يطرقوا باب الخزان؟*

لا يهم تساؤلك الآن

فقد جاء متأخرا.. متأخرا جدا

ما يهم الآن هو النهاية

نهاية الشرف الذي أقسمت به

نهاية الحياة التي دفنتها بين الزبائل والوسخ مع رجولتك

نهاية الوطن بأجياله

نهاية الحلم بالكرامة والعزة

نهاية الأرض التي انتهت

ونهاية آخر رجال هذه الأرض

*تساؤل ختم به غسان كنفاني روايته (رجال في الشمس) على لسان شخصية أبو الخيزران سائق شاحنة فلسطيني مخصي بعد أن يموت في خزان شاحنته ٣ رجال من المفترض أن يهربهم من فلسطين للكويت

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s