آسفة كل الأسف لأني لستُ شجاعة
لأني جزء من خيبة الأمل التي تملأ حجرات قبرك،
لأني لا أحمل النضال على كتفي كالشرفاء،
لأنك تتلوى من الخذلان في مكانك،
لأني وبخطوات ثابتة أبتعد عنك وعن كل الشهداء،
آسفة عن كل لحظة أدرت فيها ظهري ولم أبالي بالموت والجروح،
جبانة أنا يا سيدي،
وأخاف الموت!
آسفة لأني لم أكتب لك قبل اليوم،
آسفة فوطنك لا يزال يحترق
ولا تزال تنبعث من مآذن مساجدكم رائحة الدم
وتقرع أجراس كنائسكم رؤوس الشهداء،
آسفة فأطفال وطنك لا يلعبون وانما يقتلون!
أطفال وطنك تغطيهم الجروح
وعجائزكم يبكون ويغرقون في الدموع
وأنا هنا أستمع لأغنية تصف جمال مدينة سان بيدرو
سيدي
لستُ مقاتلة وأنا آسفة، حقا آسفة،
الذنب ذنبي وذنب أسيادي من كانوا أسيادك،
فلم يعلموني لغة التعاطف مع وطنك إلا بالكلام،
فهم جبناء يا سيدي
وآسفة أننا كلنا جبناء!
أعتذر لروحك
أعتذر لكرامتك
أعتذر للتراب الذي تغلغل في عظامك
أعتذر لوطنك
لإنسانيتك
ولحريتك،
أعتذر لأني أخاف أن أثور،
ولا أقوى على الموت،
آسفة لأني أجبن من أن أؤمن بمبدأ
آسفة ولا يسعني سوى الغرق في طين الأسف،
بأياديّ التي تحمل دماء كل شهداء أرضك الطاهرة أغرق في الأسف،
آسفة فحتى الدموع لا أستطيع ذرفها،
فلم أتعوّد على التعاطف معك يا سيدي،
آسفة لأن العار الذي كسرهم، يكسرني
سيدي،
بما أنك أقرب إلى الله مني،
اطلب منه أن ينقذ وطنك، فلا انت استطعت قبلي،
ولا أنا الآن استطيع
أترغب في الحقيقة؟
لا أحد يستطيع، وأنا آسفة!
لا أسف على ما ليس يأيدينا
كلنا أسرى و القيد يطوينا
يغللنا بالسلاسل، يلثُم أفواهنا و يعمينا
ماعاد الدمع يكفينا
زيف هو ليسكت الضمير و ينسينا
حتى صراخهم لا يجد صدى ينادينا
لا أحد سوى ربنا ينجينا
هوا واحد ندعوه ليرضى عنا و يرضينا
7:58 صباحا
14-9-1435
*أثارت كلماتك المؤلمة قريحتي يا دينا*
Wow, i’m touched