رهاب الطائرات خوف لا منطقي!
ما هو الخوف إلا الخروج عن المنطق؟
الخوف شعور والشعور خارج دائرة المنطق!
أجلس في مقعدي الآن ساكنة لا أتحرك، عكس مشاعري التي تتصارع الآن داخلي.
دماغي كالمعتاد يعمل بسرعة عجيبة في حساب الوقت المتبقي للرحلة التي لم تبدأ بعد،
ثم أبدأ أنا في البحث بين الوجوه المبعثرة في مقاعد الطائرة،
أبحث عن وجه مألوف،
ولا أجد من أبحث عنه!
أبحث عن نفسي في الناس! في وجوه الآخرين،
لا أنفك عن ممارسة هذا الفعل الفادح جدا في حق الآخرين وحق نفسي
كلما التقيت بصديق جديد، أبدأ في تحليل الأمور المشتركة بيننا
وصفات نتشاركها،
أصبح مهووسة بكل القصص التي تجمعنا،
وألتقط عشرات الصور لنا،
أقطع أميالا كثيرة من الاهتمام بصديقي الجديد، ففيه سأجد نفسي
وسأترك في قلبه بعضا مني.
أترك دائما اسئلة مهمة وسط معمعة هذه الصداقة الجديدة،
ماذا لو لم أجدني في وجه صديقي الجديد؟
وهل حقا أرغب في إيجاد نفسي؟
ماذا لو وجدت نفسي أخيرا ولم أحبها؟
مالذي سيحصل؟
سأكره صديقي حتما، والأهم سأصاب بالقرف من نفسي التي وجدتها فيه!
ما أسوأ أن يكره الإنسان نفسه،
يعيش دائما وهو يتمنى أنه لم يولد،
ثم يمضي في حياته يحيا حياة مزيفة، يعيش أياما لم تخلق له.
هل سأفرط في نفسي الضائعة التي أعرفها لأجد نفسي التي من الممكن أن أكرهها؟
بعض الأمور تفقد شفافيتها إن امتلكناها،
والنفس الشفافة الحرة لا يجب أن يمتلكها أحد حتى صاحبها!
قد يكون البحث عن نفسي في الأنفس الأخرى استهلاك للطاقتي وأفكاري ومشاعري
وقد لا أجد نفسي أبدا، وأبقى روح ضائعة الى الأبد!
الضياع!!
أعتقد أن حالة الضياع تناسبني، فالمرسى مهما يبدو جميلا بكل سفنه المستقرة إلا أنه ممل!
وفي حقيقة الأمر، البحر الضائع هو ما يعطي المرسى جماله،
لذلك، سأكون بعمق البحر
وأتحرك في اتجاه الريح المهلكة،
سأعيش واضحة وشفافة كصفاء ماء البحر،
أفرح بأشعة الشمس
بأيامي الجديدة، وبصديقي الجديد الذي لا أتعب من حديثه الذي يشبهني
وفي الليل أبتلع أسرار من حولي بكل حسن استماع
وسأضيع كموج البحر في كل مكان
لا أجد نفسي ولا أحد يجدني!