هل فكرت يوما في مشاعر الخلاط الكهربائي في مطبخ بيتكم؟
بالطبع لا!
في حياتنا أشخاص نعتبر وجودهم أمر مفروغ منه!
متأكدين دائما أنهم سيكونوا في حياتنا: كمُسلّمة من المُسلّمات
أشخاص لا نفكر فيهم يوميا،
ولا نلقي لهم بالا
لأنهم دائما موجودين من أجلنا
والخلاط الكهربائي أحد هؤلاء الأشخاص.. نعم أشخاص وليس أشياء!
في احدى دواليب المطبخ يعيش الخلاط الكهربائي متفردا مع نفسه،
فكل الأدوات المطبخية الأخرى لها شبيهها إلا الخلاط الكهربائي
وحيد! يصادق ظله لثواني اذا انفتح باب الدولاب وغشى عليه نور لمبات المطبخ البيضاء المملة!
أما خارج المطبخ فشغله الوحيد هو الاستفراغ!
يملأ بطنه التي تدور في دوامات كهربائية ثم يستفرغ ما طحنته معدته مرة واحدة
وكأنه يلفظ كل وحدته في صحن ليأكلها أفراد عائلة وحيدين بائسين يجدون في استفراغه ما يسد فجوات دواخلهم!
في حياتنا أشخاص نعتبر وجودهم أمر مفروغ منه
نتعب .. ونشقى ولا نعرف قيمة من حولنا إلا إذا فقدناهم
وخلاط بيتكم ليس استثناء!