اليوم جلست في غرفتي وحيدة
أمامي اللابتوب على شاشة التوقف التي تتمايل وتتراقص بالألوان والخطوط المائعة،
تذكرني باحتفال صاخب في كرنفال برازيلي على ساحل ريو دي جانيرو.
جلست أحدق فيها لساعات طويلة،
تأخذني أفكاري إلى مناطق كثيرة في العالم.
وككل مرة أفكر فيها ينتهي بي المطاف عند فكرة واحدة.
أنا الآن في بيتي.
ماذا يفعل الناس الآن في النرويج؟
بعضهم يحتفل بعيد ميلاده، أحدهم يموت في المستشفى.
أنا الآن هنا.
ماذا يفعل طفل صغير في السابعة من عمره في الصين؟
أعتقد أنه نائم الآن فالوقت متأخر جدا.
اوه صحيح لا إنه في المدرسة.. فالصين تغرف في نور الشمس الآن..
فرق التوقيت! شيء عجيب..
هناك طبيب يخبر امرأة أنها حامل في مكان ما وهي سعيدة جدا.
أبتسم وأنا أفكر.
هناك من يخطط لسرقة بنك وهناك من يسرق بيت في ولاية اركانساس.
ماذا يفعل رئيس غواتيمالا الآن؟
أين تقع غواتيمالا أصلا؟
أنا أمام شاشة اللابتوب أفكر فيما يفعل العالم.
هل هناك شخص مثلي في مكان ما يفكر فيما أفكر أنا؟
تمضي ساعة وتمتد للثانية
وأنا ما زلت افكر في الأم التي تضرب ولدها هذه اللحظة،
والسكير الذي يتقيأ الآن في حمام ملهى ليلي،
والأنثى التي كسر قلبها قبل قليل،
والزوجة التي تحتفل مع زوجها بذكرى زواجهم الثالثة.
كل هذه الأفكار تحوم حول رأسي كضباب دخاني يتلاشى عندما أستوعب أني ضيعت ساعتين من عمري في القلق على هذا العالم التعيس.
أقوم بعدها من مكاني بصداع خفيف لا أدري هل هو من التفكير أم من التحديق في شاشة التوقف،
وأتساءل هل أحمد ربي على نعمة التفكير أم العن نفسي على فضاوتي؟