في يوم ما، خرجت من فيدكس في شارع ماركت

اللحظة التي قلبت الموازين!

تلك التي حطمت داخلي آخر ذرة من البراءة والسذاجة.

اللحظة التي شعرت فيها بضعفي وقلة حيلتي وفي نفس الوقت تفجرت فيها شجاعتي!

لأول مرة في حياتي أرى شخصا يموت أمامي.

رعب

أمل

رجاء وضربات قلب غير منتظمة!

رأسه مفتوحة ودماؤه مبعثرة في كل مكان تسيل من رأسه الذي شعرت وكأنه رأسي أنا.

شعرت بحرارة الحياة داخله تبرد مع كل ثانية،

رجال الإسعاف يحاولون إنقاذه كمشهد مبتذل في فيلم سيء:

يضغط أحدهم على صدره

والآخر يحاول سد الأخدود الذي شق رأسه بخرقة لا تنفع لمسح أرضية الحمام!

يتجمهر الناس كالعادة حول الحدث والكل يراقب ويصلي من أجل أن يفيق!

احساس الترقب يتزايد داخلي وأنا أناديه في سري

“استيقظ عليك اللعنة، استيقظ لتذهب إلى كائنا من كان ينتظرك اليوم”

ومع كل ضغطة انعاش يتصاعد الدم الى رأسي وتخرج الدموع أنهار من عيوني.

واخير استسلم! .. استسلم وتركني مقهورة ومحبطة!!

داخلي غضب يتفجر من انهزاميته!!

لكن

لا أعتقد أن جسده الهزيل كان ليستحمل كل هذه الدراما!

فاستسلم

وحُمِل داخل كيس أصفر كأنه بطاطس تشتريها من البقالة لتقليها أمك!

ورحل بكل هدوء تاركا عشرات المتجمهرين خائبين الأمل.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s