ڤانيليا

رائحة الڤانيليا تدغدغ أنفها لتثير في ذاكرتها كل التفاصيل الصغيرة التي ناقشتها معه في ذلك اليوم.. يبدو وكأنه منذ قرون! كانت مستلقية على ظهرها تحدق في السقف ببلاهة العشاق والهاتف في يدها تتكلم معه عن كعكة الزفاف التي أعدتها معه في خيالها!

هاهي تصبح حقيقة وتملأ رائحتها ذلك الجزء البعيد من قاعة الزواج.. تطل برأسها حول القاعة وترى المعازيم، هؤلاء من حاولنا انا وهو تقليص عددهم ولكن هيهات فأم العريس تريد أن تعزم فلانة وعلانة وزوجة فلان وأخت علان صحبة ابنة اخ زعطان! وأم العروسة تسعى لمنافسة أم العريس، فالمعازيم عزوة كما تقول!! ضحكت في سرها وهي ترى أخوات العريس مشغولات في مكالمات والسلام على فتيات القاعة ومحادثة منسقة الحفلة، ثم اتجهت بعينيها نحو الكوشة! تماما كما حلمت لها.. كوشة بصفار باهت جدا مع ورود وردية.. كل شيء يسير وفق ما خططت له معه.. تذكرت قائمة الأغاني التي كتبتها على ظهر علبة المناديل، وتفصيل فستان زفافها وكيف اختارت له لون حذاؤه.. تذكرت كيف وعدها أن اليوم سيكون أجمل يوم في العالم وبداية أجمل فصل في كتابهم

وها هو يتحقق كل شيء!

هاهو يتقدم نحو عروسته بحذاءه الأسود

يقبلها أمام كل المعازيم

يقبلها أمامها

وهي هنا في تلك البقعة بجانب كعكة الڤانيليا التي تحرق أنفها.

Leave a Reply

Fill in your details below or click an icon to log in:

WordPress.com Logo

You are commenting using your WordPress.com account. Log Out /  Change )

Twitter picture

You are commenting using your Twitter account. Log Out /  Change )

Facebook photo

You are commenting using your Facebook account. Log Out /  Change )

Connecting to %s